أولى خطوات الرحلة
“في هذا المقال، سنستكشف قصة الفوتوشوب، بدءًا من البدايات البسيطة وصولاً إلى كونه الأداة الأكثر استخداماً في عالم التصميم الرقمي.”
عندما بدأت كل الأشياء، لم يكن هناك أكثر من فكرة. في العام 1987، أخذت هذه الفكرة شكلها الأول بين يدي الأخوين توماس وجون نول. في ذلك الوقت، كانا يدرسان في جامعة ميشيغان، وقرروا تطوير برنامج لتعديل الصور. هكذا وُلد الإصدار الأول من الفوتوشوب، الذي كان بالأصل يُطلق عليه اسم “Display”.
بحلول عام 1988، أصبح برنامج “Display” بالغ الأهمية والقيمة. حتى أن الشركة المُصنعة للطابعات، باركسيل، قررت اقتناءه، ولكنها طلبت من الأخوين نول إجراء بعض التعديلات عليه. بعد تلك التعديلات، أُطلق على البرنامج اسم “ImagePro”. لكن الأخوين لم يكونا سعداء بشكل كافٍ، فقرروا التعاون مع شركة أدوبي.
الانطلاق نحو القمة
في عام 1989، تمت إعادة تسمية البرنامج إلى “Photoshop” وتوقيع عقد مع شركة أدوبي لبيعه. في فبراير 1990، أطلقت أدوبي الإصدار 1.0 من البرنامج، وكانت البداية الحقيقية لقصة نجاح لم تتوقف منذ ذلك الحين.
مع تقدم الزمن، استمر الفوتوشوب في التطور. كل عام كان يحمل معه تحديثات وميزات جديدة. بحلول عام 1994، أصبح الفوتوشوب يدعم الصور المُلوَّنة، وفي العام 1996، أُضيفت ميزة التاريخ (History)، التي أتاحت للمستخدمين القدرة على العودة إلى خطوات سابقة في عملية التحرير.
الهيمنة والتأثير العالمي
بحلول عام 2013، أصبحت أدوبي فوتوشوب CC الخيار الأول للمصممين والمصورين حول العالم، مع أكثر من 60 مليون مستخدم. ومع تحديثات 2020، أصبح بإمكان الفوتوشوب القيام بأكثر من مجرد تحرير الصور، بل أصبح بإمكانه إنشاء رسومات ثلاثية الأبعاد، وتحرير الفيديوهات أيضا.
في الوقت الحاضر، الفوتوشوب أصبح أكثر من مجرد برنامج. أصبح ظاهرة ثقافية، وتأثيره يمتد بعيداً عن عالم التصميم فقط. “فوتوشوب” أصبح فعلًا في اللغة الإنجليزية، يُستخدم للإشارة إلى تعديل الصور الرقمية، بغض النظر عن البرنامج المُستخدم.
الطريق إلى المستقبل
مع تقدم التكنولوجيا وتطور الذكاء الاصطناعي، يستعد الفوتوشوب للانتقال إلى المستوى التالي. في عام 2021، أدرجت أدوبي ميزات جديدة، مثل “Neural Filters”، والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين الصور وتغيير ملامح الوجه. هذا ما يدل على أن المستقبل سيكون للذكاء الاصطناعي، والفوتوشوب سيستمر في الريادة، ويتأقلم مع كل جديد.
بعد ثلاثة عقود من الابتكار والنجاح، يستمر الفوتوشوب في تقديم الأفضل للمصممين والفنانين والمصورين حول العالم. الفوتوشوب ليس مجرد برنامج، بل هو أداة تعبير فني تمكن الأفراد من تقديم أفكارهم وخلق أعمال فنية رائعة. كما أنه يمثل نموذجًا للتحسين المستمر والتكيف مع التغييرات، ويؤكد على القيمة القصوى للإبداع الفني.
ماذا لو اضفنا ميزة ذكاء اصطناعي جديدة الى الفوتشوب ؟
أعلنت Adobe مؤخرا عن إطلاق ميزة جديدة في الإصدار التجريبي (بيتا) من برنامج Photoshop يطلق عليها اسم “Generative Fill” أو الملء التوليدي. هذه الميزة الجديدة تعد الأولى من نوعها في عالم التصميم والإبداع، حيث تقدم للمستخدمين طريقة سحرية جديدة للعمل.
في العقد الأخير، قدمت Adobe العديد من الميزات القائمة على الذكاء الصناعي في Photoshop، مثل أدوات التحديد والملء الواعي للمحتوى، والتي استخدمها الملايين من الأشخاص لتسريع عمليات العمل وتقديم أفضل الأدوات المهنية لإنشاء أي شيء يمكن تصوره.
تُمكّن ميزة “Generative Fill” المستخدمين من إضافة، تمديد، أو إزالة المحتوى من الصور بطريقة غير مُدمّرة، وذلك باستخدام نصوص بسيطة لتحقيق نتائج واقعية تثير الدهشة والسرور في ثوان معدودة. تم دمج “Generative Fill” في كل أداة تحديد في Photoshop، وينتج عنها طبقة جديدة تُسمى “Generative Layer”، مما يتيح لك العمل بطريقة غير مُدمّرة، بينما تستكشف الإمكانيات اللامحدودة التي تقدمها هذه التقنية الجديدة.
تتيح لك “Generative Fill” توليد المحتوى الجديد بسهولة باستخدام شريط المهام السياقي الجديد، الذي يظهر على الشاشة في كل مرة تقوم فيها بعملية تحديد. يمكنك اختيار الاستمرار في سير العمل العادي للتحديد، أو تجربة توليد شيء جديد مثل التقطيع الممتد في الصورة أعلاه الذي تم إنشاؤه بنقرة واحدة فقط على زر “Generative Fill” وبدون نص مطلوب على الإطلاق.
يتم تشغيل “Generative Fill” بواسطة Adobe Firefly، وهو نموذج ذكاء صناعي توليدي جديد من Adobe. يتيح لك هذا النموذج استخدام مدخلات نصية بسيطة لتوليد نتائج مذهلة في ثوان. وتم تدريب Firefly على مئات الملايين من الصور المرخصة ذات الدقة العالية في Adobe Stock، مما يضمن عدم توليد Firefly لمحتوى يعتمد على أعمال الأشخاص الآخرين، أو العلامات التجارية، أو الملكية الفكرية.
يمكنك تجربة “Generative Fill” في تطبيق Photoshop (beta) على سطح المكتب. بدءًا من تجربة الأفكار الإبداعية وصولاً إلى إجراء التعديلات والتحسينات المعقدة، يمكن أن تساعدك “Generative Fill” في تحقيق رؤيتك بسرعة مع منحك السيطرة الكاملة على كل إبداع.
ببضع خطوات قصيرة، يمكنك تحويل الصور بالكامل واستخدام المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الصناعي لإضافة إلى صورة موجودة، أو إزالة أو استبدال أجزاء من صورة، أو تمديد صورة. يمكنك اختيار ما تريد قصه وسيستبدل “Generative Fill” ذلك بمحتوى يناسب الصورة – من رف كتب أطول إلى سماء زرقاء.