في زمن الحروب والنزاعات، يبدو الجانب العسكري العادي أقل من كافٍ لتحقيق النصر. لكن، هل فكرت يومًا في أن يكون هناك جيش لا يُرى، لا يُسمع، لكنه لا يُنسى؟ في هذا المقال، سنقدم لكم رحلة عبر الزمن إلى أيام الحرب العالمية الثانية، حيث أطلق الجيش الأمريكي كتيبة غير تقليدية، تُعرف بالجيش الشبح، جعلت النصر في متناول اليد بطرق غير متوقعة واستراتيجيات خبيثة للغاية.
بداية الأسطورة
مع انطلاق الحرب العالمية الثانية، انبثقت في الأعماق السرية للجيش الأمريكي كتيبة غامضة، قادت ما يزيد على عشرين عملية تكتيكية فريدة من نوعها. نتاج هذه العمليات كان إنقاذ عشرات آلاف الأرواح. حملت هذه الكتيبة اسمًا صاخبًا وهو “الجيش الشبح”.
الجيش الفنان
القليل منا يعلم بأن الولايات المتحدة وحلفائها ضد “هتلر” استعانوا بقوة الفن والفنانين خلال الحرب. الفنانون هؤلاء تجاوزوا حدود اللوحات والأعمال الفنية ليشكلوا كتيبة قتالية على أرض الواقع. كان الجيش الشبح مزيجًا من الممثلين والمصممين والمعلنين والفنانين، الذين جمعوا معًا ما بين الفن والجرأة لتحقيق نصر ساحق.
خداع الجيش النازي
بقوة الابداع والأفكار الرائعة، خدع الجيش الشبح الجيش النازي بنجاح. رسموا صورًا وهمية لدبابات وأسلحة، وصنعوا أصواتًا خداعة للدبابات والجنود وإطلاق النار وتحرك السيارات. كل ذلك جعل الألمان يصدقون بوجود جيش أمريكي ضخم وقوي يواجههم.
الجيش الشبح الغامض
لم يعلم العالم عن الجيش الشبح حتى عام 1996، بعد مرور نصف قرن على انتهاء الحرب العالمية الثانية. أصبحوا الأبطال المجهولين لتلك الحرب، الذين لعبوا دورًا هامًا في الفوز على هتلر.
مهمة الخطر العظيم
قام الجيش الشبح بمهمة خطيرة وربما كانت الأخطر على الإطلاق. لمدة سبعة أيام، تمكنوا من تغطية مسافة 75 ميلاً بين فرقتين حقيقتين، بفرقة وهمية خالية من الجنود والأسلحة الفعلية.
أبطال بلا شهداء
تعتبر هذه الفرقة من النادرة في تاريخ الحروب، فقد تمكنت من القتال والنجاح بأقل خسائر ممكنة. من بين 30 ألف جندي وهمي، كان هناك ثلاثة جنود فقط فقدوا أرواحهم خلال الحرب.
نهاية الحرب العالمية الثانية
بعد سنوات من الصراع والدمار، انتهت الحرب العالمية الثانية في عام 1945. خلفت وراءها أكثر من 50 مليون قتيل وآلاف الجرحى والأرامل والأيتام، لكنها أيضاً خلفت الجيش الشبح، أبطال الظل الذين لم يكشفوا عن وجودهم حتى بعد مرور نصف قرن.
في ظل العنف والدمار الذي شهدته الحرب العالمية الثانية، برز الجيش الشبح كرمز للإبداع والشجاعة. استطاع هذا الجيش الوهمي، المكون من فنانين ومصممين، أن يؤثر بشكل كبير في مجرى الحرب ويحقق النصر للحلفاء. بمرور الزمن، لم يتغير سوى القادة والجيوش، لكن الحاجة إلى الإبداع والشجاعة والفن في مواجهة العدو بقيت دائمة.